آل قطيل ليس كغيرها من القرى الجبلية التي تعانق المرتفعات الشرقية للمنطقة ، وقممها ليست كبقية القمم وسكانها لن أبالغ إن قلت أنهم خلاف ساكني تلك النواحي لما سأذكره لاحقاً . قدر لي زيارة آل قطيل مرتان كانت في أبهى حلتها ، مدرَّجاتها مكتسية باللون الأخضر وحقولها حبلى بشتى أنواع الزروع ، ما أن ينتصف النهار حتى يتوافد الغمام يغسل وجه فاتنته فتبتسم الأرض وتبدأ سيمفونية متناغمة من تغريد الطيور وحفيف أغصان الشجر ، وتبدأ تلك المدرجات بالتناوب في ارتشاف خيرات السماء ، مشهد بانورامي فريد ستدهش حتماً حينما تشاهده ، وسيأسرك ذلك التآلف الحميمي بين إنسان ذلك الجبل وبين أرضه التي أحالها جنة يستوقفك كل شبر فيها ، ويجبرك على التسبيح والتهليل في كل التفاتة .
تقع قرية آل قطيل على قمم المرتفعات الشرقية للمنطقة في أقصى الشرق على الحدود اليمنية السعودية مبتعدة عن مركز محافظة الداير بحوالي العشرين كيلو متراً مرتفعة عن سطح البحر بحوالي اكثر من ( 6500 ) قدم وبعدد سكان بلغ قرابة ال ( 2000 ) نسمة غير أن هذا العدد في تناقص مستمر لاعتبارات تضاريسية ومعيشية وخدمية بدأت تتضاءل ولله الحمد . مناخها معتدل في الصيف متوسط البرودة في الشتاء وأمطارها متوسطة إلى غزيرة تزداد صيفاً .
وهي قرية جبلية تطل على مدرجات زراعية تأخذ شكل الملعب الروماني القديم مطل من جهته الشرقية على وادي ضمد العملاق المحاذي للحدود اليمنية ، تُستغل تلك المدرجات في زراعة العديد من المحاصيل الزراعية كالذرة والدخن والقطن والبن ، وفاكهة الباباي ( العنبرود ) والموز والعديد من المحاصيل الزراعية الأخرى التي تسهم في دعم دخول كثير من الأسر هناك . . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
بحق .. تعد قرية آل قطيل أعجوبة طبيعية ، وهي كما وصفها الكثير بقطعة من الجنة .. هي كذلك فخضرتها طول السنة واعتدال جوها وتناغم مدرجاتها وطيبة وكرم أهلها كل تلك المميزات أهلتها لتكون كما وصفت ، جنة حقيقية وإن كان ينقصها بعض خدمات لتكتمل الصورة ولعل هذه الاحتياجات ستكتمل في قابل الأيام بجهود المخلصين من أهلها ولما تمتلكه من مقومات ستغري المهتمين بأمر السياحة في المملكة