لا احد يعرف بالتأكيد علي وجه الدقة كيف بدأ الصراع بين مملكتي الشمال والجنوب ولا كيف استمر هذا الصراع. لكن من المعروف انه في حوالي عام 3500 قبل الميلاد نجح الملك مينا ( ملك مملكة الجنوب ) في توحيد القطرين في مملكة واحدة ولبس تاجا يضم تاجي الشمال والجنوب معا وحمل لقب ملك مصر العليا والسفلي (أي الصعيد والدلتا ). وبعد ان وحد مينا القطرين قام بأنشاء عاصمة جديدة في مكان متوسط وبني فيها قلعة حولها سور ابيض واسماها "نفر" أي المينا الجميل. وبعد ذلك عندما جاء العرب اطلقوا عليها اسم "منف" ويقع مكانها حاليا قرية "ميت رهينة " بجنوب الجيزة. وبذلك بدأت اقدم واعظم حضارات حضارات التاريخ الانساني. ومن هنا ايضا يبدأ التاريخ المصري وما سمي فيما بعد بعصر الاسر حيث تبدأ الاسرة الاولي بمينا.
لا وفي مصر القديمة كان تعلم النسخ يستغرق 12 عاما بأكملها والهدف الرئيسي من هذا التعليم هو التدريب علي قراءة وكتابة الرموز المصورة في نظام الكتابة المصرية المعروفة بالهيروغليفية. وكلمة "هيروغليفي " منحوتة من ازدواج كلمتين اغريقيتين : "هيرو" بمعني "المقدس" و"غليف" بمعني"النحت". ظل العالم لعدة قرون لا يستطيع في الواقع قراءة اللغة الهيروغليفية المصرية. ولكن في عام 1799 تم العصور علي حجر رشيد المشهور في مدينة رشيد في غرب الدلتا. والحجز نسخة من مرسوم ملكي صدر في منف في عام 196 قبل الميلاد. اصدرة الكهان تخليدا لذكري بطليموس الرابع. وهو مكتوب بلغات ثلاث : الهيروغلفية المصرية والعامية المصرية او الديموطيقيه ثم الاغريقية. كان النص الاغريقي سهل القراءة وبناء علية امكن تمييز اسماء الحكام البطالمة المكتوبة باللغة العامية المصرية. ثم اكتشف العالم البريطاني توماس ينج ان الكتابة الهيروغليفية تتكون من دلالات صوتية وان الاسماء الملكية مكتوبة داخل اشكال بيضاوية تدعي "خراطيش " وهذا الكشف الذي ادي الي فك رموز الهيروغليفية حققة العالم الفرنسي جان فرانسوا شامبليون.
بدأ المصريون دراسة النجوم منذ فترة باكرة جدا في تاريخهم. وكانوا من اوائل علماء الفلك، واصبح معبد اله الشمس في هليوبوليس مركزا هاما لدراسة الفلك. وارتبط الفلك عند المصريين القدماء ارتباطا وثيقا بعملية التنبؤ بالمواقيت. وقاموا بوضع تقويم سنوى يقسم السنة الي 365 يوما وقسموا ايضا النهار والليل الي 24 ساعة علي الرغم من تغير طول ساعات النهار والليل حسب الفصول وكان المصريون من اول الشعوب التي يبدأ توقيت اليوم لديهم مع انتصاف الليل. وادخل الزعيم الروماني يوليوس قيصر التقويم الجولياني الذي يقسم السنة الي 365 يوما مع احتساب السنة الرابعة سنة كبيسة كل اربع سنوات. واعتمد في هذا علي اتصالاته بعلماء الفلك المصريين وارصادهم التي اثبتوها في مصر. وظل هذا التقويم معمولا به الي ان حل محلة في عام 1582 تقويم اخر به تعديل طفيف ويسمي التقويم الجريجوري.
صارت منف عاصمة الدولة الموحدة. وهذه المكانة جعلتها ثرية للغاية كما جعلت ايضا موظفي البلاط الملكي الرسميين الذين يسيطرون علي الانتاج والواردات في الدولة الجديدة اثرياء جدا. وهذا الثراء مكن هذه الحاشية من بناء مقابر لافرادها غاية في الروعة. هذه المقبرة – التي تدعي المقبرة المصطبة بنيت في منطقة المدافن في سقارة التي تطل علي مدينة منف. وتقع غرفة الدفن في كل مقبرة في المنتصف تحت الارض منحوته من الصخر، وتملأ بكسر الاحجار بعد ان يوارى فيها الجثمان. وتقسم المقبرة الي عدة غرف او حجرات تتسع لجميع الاصناف التي يحتاجها المتوفى في الاخرة. وبعد الانتهاء من جميع الاجراءات المقررة للدفن تغطي المقبرة بمشتملاتها بسقف ولا يسمح بالدخول اليها. ولسوء الحظ كانت غالبية الاسقف موطنا سهلا للصوص لدخول المقبرة لدرجة ان معظم المصاطب في سقارة نهبت منها جميع محتوياتها في اخر الامر. وكانت بلدة ابيدوس-التي تقع علي مسافة 97 كيلومترا الي الشمال من مدينة الاقصر الحالية- مكانا مقدسا اخر. فهي المثوي الرسمي الاخير للاله اوزوريس وربما كانت مدافن لملوك مصر القدماء كذلك. وعلي اية حال، يعتقد بعض علماء الاثار المصرية ان ابيدوس كانت مستودعا فقط لاثار الملوك بينما كانت سقارة هي مقر الدفن الفعلي.
بدأت الدولة القديمة بالاسرة الثالثة في عام 2686 قبل الميلاد وانتهت في عام 2181قبل الميلاد وتضمنت ملوكا عظاما مثل زوسر وخوفو وخفرع ومنقرع. تطورت الحضارة المصرية تطورا سريعا في عهد الدولة القديمة. فزادت قوتها عن طريق الحكومة المركزية والادارة الفاعلة والتقنية المتقدمة والكتابة الهيروغليفية المتطورة والفن الناهض. وليس هناك وجه مقارنة بين أي عمل وهذا العمل المعماري الفذ الهائل الذي نعرفة باسم الاهرامات. اول من بني الاهرام هو زوسر، احد ملوك الاسرة الثالثة. وكان يدعي كذلك نيجرخت، لان الملوك عند مولدهم كانت تضاف الي اسماءهم اسماء حورس او ست، حسب مكان الميلاد شمالا كان ام جنوبا. ونيتجرخيت هو اسم زوسر المنتسب الي حورس.
قرر زوسر ان يبني مقبرتة علي بعد ميل تقريبا من جرف سقارة حتي يكون بعيدا عن مقابر المصاطب الاخرى. وتعتبر مقبرتة اول بناء حجري بمقياس كبير عرفة العالم. وتم تنفيذ هذا العمل بمعرفة امحوتب وزير زوسر. فالهرم المدرج الذي صممه يتكون من ست درجات غير متساوية ويرتفع الي 62 مترا. وبداخله عمل مذهل من الممرات والدهاليز. اما اول هرم حقيقي فهو الذي بناه الملك سنيفرو من الاسرة الرايعة. ويسمي الهرم الاحمر وهو احد هرمين بناهما الملك. ولكن اكبر الاهرامات بناه خوفو ابن سينفرو. وهذا الصرح الاثري كان يقف شامخا عند تشييده بارتفاع 147 مترا تقريبا علي هضبة الجيزة بالقرب من القاهرة. واستخدم في بناء الهرم الاكبر اكثر من 2 مليون كتلة صخرية منفصلة ويعرف بحق بأنه الهرم الاكبر وهو احدي العجائب السبع الباقية من اثار العالم القديم.
عبد قدماء المصريين الهه متعددة، والههم الاعظم هو "رع" اله الشمس الذي اعتمدوا عليه هو والالهة "رينوتيت"الهة الحصاد ورمز السيادة في زيادة المحاصيل. وايزيس التي تمثل الامومة والزوجه الوفية –اهم الالهات. واوزوريس- زوجها وشقيقها يرعي الانبات ومملكة الاموات. وحورس هو ابن اوزوريس وازيس والذي يوصف بأنه اله السماء. وعلي سبيل المثال، عبد اهل ممفيس الاله "بتاح" راعي الحرفيين والالهه سيخميت وابنهما نفيرتوم. واعتاد معظم المصريين القدماء ان يصلوا لالهتهم في المنزل وليس في المعابد. وكان كل معبد بيتا لاله معين توكل خدمته الي الكهان الذي يقيم الصلاة الي الاله بناء علي طلب المواطنين.
وكان المصريون القدماء يؤمنون ايمانا راسخا بالحياة بعد الموت. اعتقدوا ان الطفل عند بدء خلقة علي عجلة صانع الاواني الفخارية علي يد الاله خنوم يخلق معة قرين. وهذا القرين يشبه تماما جسد ذلك الطفل بكل تفاصيله ومن ثم تكون له جميع مطالب الجسد ونزعاتة. وذلك القرين الذي اطلق علية اسم "كا" موضعة القلب. وبعد الوفاة ينفصل هذا القرين "كا" عن الجسد ولكنة لا يغادر المقبرة حتي يكون قريبا من ذلك الجسد الذي امضي فيه عمرة. ولهذا يظل في حاجه الي كل ما كان يحتاج اليه الجسد فس حياتة من طعام وشراب وملبس وعطور وظل يقيه لفحة الشمس، بل وربما يحتاج الي قرين خادم. ولهذا توضع كل تلك الاشياء في قبرة لتكون جاهزة للاستخدام.
اعتقد المصريون القدماء انه من الضروري الحفاظ علي المتوفى لكي تعيش روحه هانئة في العالم الاخر. ومن اجل هذا ابتكروا طريقة صناعية لحفظ الجسد المعروف باسم التحنيط. ويبدأ التحنيط بتغسيل الجثة قبل ازالة جميع الاحشاء والاعضاء الداخلية وحفظها. ثم تجفف الجثة في حوض من املاح النطرون وهو الاجراء الذي الذي يستغرق 40 يوما تضمخ بعدها بالعطور والزيوت. وبهذا تصبح المومياء جاهزة للفها بالاربطة. وتستخدم عدة امتار من اشرطه مصنوعه من نسيج الكتان لهذه العملية التي قد تستغرق فترة تمتد حتي 15 يوما. وفي النهاية يغطي الجثمان بكفن يثبت في موضعه بعدة اشرطه كتانية اخرى. ومنذ عصر الدولة الوسطي وما بعدها كانت توضع اقنعه مرسومة علي المومياء عندما تكون جاهزة لوضعها في التابوت. وتستغرق العملية بأكملها 70 يوما.