الأطباء يحذرون: المصابين بالسكري عرضة للسرطان
مرض السكر يكاد يصبح –دون أي مبالغة- بمثابة وباء يصيب في طريقه كل يوم أبرياء جدداً، ليس من الكبار فقط بل من الأطفال أيضاً.
فالمرض وما يسببه من مضاعفات تؤثر على سلامة باقي أعضاء الجسم تقريباً يجب أن ننظر إليه كخطر قومي ينبغي التحفز لمواجهته والحد من أثاره السلبية على المجتمع وتكلفته الضخمة على المريض والدولة بشكل عام.
ويعرف الأطباء أن المصابين بالسكري هم أكثر عرضة لخطر الوفاة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، ولكن بحثاً جديداً أظهر أن المرض يزيد أيضاً خطر الموت بأنواع عدة من السرطان وأمراض أخرى.
وتسلط هذه النتائج الضوء على العبء المحتمل للإصابة بمرض في المستقبل مع توقع تزايد عدد حالات الإصابة بالسكري بشكل كبير في العقود المقبلة.
وأشار ايمانويل دي انجيلانتونيو من جامعة كيمبردج في بريطانيا والذي شارك في الدراسة في إطار تعاون دولي "تسلط هذه النتائج الضوء أكثر على الحاجة إلى الوقاية من مرض السكري وفهمه بشكل أفضل.
وأكد النتائج أن مرض السكري ليس عامل خطر فقط على القلب والأوعية الدموية ولكنه مرتبط كذلك بحالات أخرى"، وجمع البحث الذي نشر في دورية نيو انجلاند الطبية أمس وحلل بيانات من 97 دراسة سابقة شملت أكثر من 820 ألف شخص من كل انحاء العالم.
وتوصل البحث إلى أن الإصابة بالسكري رفعت احتمالات الوفاة بالسرطان بنسبة 25% وأدت أيضاً إلى زيادة خطر الموت بسبب العدوى وأمراض الكلى والكبد. ومن بين أكبر المخاطر التي يتعرض لها مرضى السكري سرطان الكبد والبنكرياس والقولون والمستقيم والأمعاء وسرطان الرئة.
وتصل الإصابة بالسكري إلى مستويات وبائية إذ يعاني 280 مليون شخص أو 6.4% من سكان العالم من هذا المرض ومن المتوقع أن يرتفع عدد الاصابات أكثر في ظل ارتفاع معدلات السمنة أيضاً.
وتقول المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إن ما يصل إلى ثلث البالغين في الولايات المتحدة قد يصابون بمرض السكري بحلول عام 2050 إذا استمروا في زيادة الوزن وتوقفوا عن ممارسة الرياضة.
وكشفت دراسة أخرى نشرت هذا الأسبوع أن ملايين من حالات الإصابة بالسكري لا يتم تشخيصها ومن ثم لا يتلقى المصابون بالمرض الرعاية الطبية اللازمة مما يزيد من مخاطر تعرضهم للوفاة المبكرة بسبب أمراض القلب ومضاعفات خطيرة مثل العمى ومرض الكلى المزمن.
وأكد ستيفن هولجيت من مجلس البحوث الطبية في بريطانيا الذي شارك في تمويل الدراسة "الوقاية من السكري تصبح أسهل بكثير عندما يكون لدينا صورة كاملة عن التأثير الضار لها على كل أجزاء الجسم ونعرف الخطوات التي ينبغي اتخاذها لتخفيف الضرر". .
دمتم سالمين