العرقسوس نبات من الفصيلة الفراشية تسمى جذوره ( أصل السوس ) واشتهر باسم عرقسوس ينبت في مصر والشام واسبانيا وتركيا واليونان ازهاره بنفسجية والجزء المستعمل منه هو المجموع الجذري من جذور وسوق النبات حيث يقتلع ويترك أكواماً ليختمر قليلاً ويزداد لونه اصفراراً وقد تنزع قشرته الخارجية الخشنه فنحصل على العرقسوس المقشور وسعره أغلى من العرقسوس الغير مقشور.
يحتوي العرقسوس على الجلسيرهيزين وتوجد على شكل املاح الكالسيوم والبوتاسيوم لحمض الجلسيرهيزك وهي عبارة عن مادة حلوة تفوق بحلاوتها السكرالعادي بنحو خمسين مره لذلك لا ينصح به لمرضى السكر كما يحتوي العرقسوس على مقادير لا بأس بها من سكر العنب وسكر القصب والنشا وبعض المواد البروتينية والصمغية والراتنجية بنسبة: جلسيرهيزن 15%, مواد سكريه 16% , مواد نشوية 28% , اسبارجين 4% , ماء 20% وفضلاً عن ذلك يحتوي العرقسوس على مواد صابونية تسبب حدوث رغوته المعروفه مما دعا البعض إلى أن يطلق عليه اسم ( البيرة العذبه).
يستعمل منقوع العرقسوس في الصيف كشراب مرطب لذيذ الطعم ومدر للبول منشط للكبد ومدر للصفراء ومعالج لعسر الهضم ممايجعله من أفضل الملينات الخفيفة التي لاتسبب مغصاً ولا تورث الادمان.
ومشروب العرقسوس مفيد جداً في حالات قرحة المعدة والتهاباتها حيث تكون محتوياته طبقة عازلة تحمي القرحة من الحمض المعدي كما ان العرقسوس مقو ومنق للدم ويستعمل احد مركباته بنجاح في علاج مرض أديسون احد انواع امراض فقر الدم الشهيرة.
ويستعمل العرقسوس في أدوية الكحه كملطف وطار للبلغم الى جانب طعمه الحلو الذي يخفي مرارة الدواء وتستخدم عصارة جذوره طبياً في عمل عجينة سوداء اللون تمزج بقليل من المواد المهدئه والمسكنه بنسبه2% لاستعمالها في التهابات الحلق والحنجرة الرشح وبحة الصوت ويستخدم الصيادلة مسحوقه سواغاً جافاً لصنع الاقراص الدوائية كمانع لالتصاقها وساتر لطعمها المر.
وقد وجد للعرقسوس تأثير هرموني أنثوي كما يفيد في علاج التهاب الغشاء البلوري للرئه وعلاج التهابات البنكرياس المزمنه كذلك يعالج العرقسوس تقرحات الفم ووجد له أيضاً تأثير مضاد للفطريات.
ويستعمل مسحوق العرقسوس ممزوجاً بالكبريت السنامكي والشمر لتليين الأمعاء ومكافحة الامساك ويعتبر هذا المسحوق المركب من أجود وأقدم الأدوية المعروفة عند العرب ولايزال يستعمل في الطب الى يومنا هذا كملين وملطف وتتركب هذه الوصفه من 40 جرام زهر الكبريت و 40 جرام شمر و 60 جرام عرقسوس و 60 سنامكي و 200 جرام سكر نبات
إن ملعقة صغيرة واحدة من هذا المزيج تؤخذ مساء كل يوم كفيلة بتليين الأمعاء أما الملعقتان فتعملان عمل المسهل.
إلا أن أهم فائدة وجدت للعرقسوس هي دوره المهم في تنبية غدة الكظر وهي الغدة الرابضة فوق الكلية والتي تفرز الكورتيزون وهذا العقار السحري يفيد في معالجة الكثير من الامراض كالروماتيزم والحساسية والربو وطائفة كبيرة من أمراض الجلد والعين وهذه الفائدة جعلت العرقسوس يتبوأ مكانه مرموقه في عالم الطب وتجعل تكاليف العلاج بالكورتيزون الغالي الثمن منخضة التكلفة وفي متناول أي انسان فضلاً عن الامان التام في استخدامه. وعلى الجانب الآخر تبين أن العرقسوس يسبب زيادة ملحوظه في عدد ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم ويحتفظ بالماء والاملاح ويحدث نقصاً في عنصر البوتاسيوم لذلك يوصي المتخصصون بعدم استعمال العرقسوس والضغط أو الذين يعانون من السكنه نظراً لاحتوائه على اكسلات الكالسيوم فإنه يضر الكلى الضعيفه او المريضة
عرق السوس يخفض الكوليسترول ويحمي القلب والكبد
إضافة إلى كونه من المواد الطبيعية المضادة للالتهابات والإنتانات البكتيرية والفيروسية، كشفت دراسة حديثة أن جذور نبات "جلايسيرايزا" الذي يعرف باسمة الشائع "عرق السوس" يحمي الإنسان من الإصابة بتصلب الشرايين.
وأكد الباحثون أن جذور عرق السوس تتمتع بقدرة فريدة على تثبيط عمليات الأكسدة في الجسم وتقليل مستويات الكوليسترول السيئ في الدم لاحتوائها على مركب كيميائي خاص يمنع تراكم الكوليسترول داخل الشرايين التاجية.
وكشف الباحثون أن مادة "جالدبريدين" المتواجدة طبيعياً في جذور عرق السوس تغلف الخلايا المبطنة للشرايين وتعيق عملية أكسدة البروتين الشحمي قليل الكثافة (الكوليسترول السيئ) Ldl، وأن محلول عرق السوس نفسه يزود بإحدى أكثر المواد الغذائية المضادة للأكسدة أهمية.
وأكد الباحثون أن تناول الأغذية الغنية بمضادات الأكسدة مثل فيتامين E والبيتاكاروتين والكويرسيتين التي تحمي ضد تصلب الشرايين الناتج عن أكسدة الكوليسترول السيئ يساعد في تعزيز مقاومة عمليات الأكسدة التي تحدث داخل الجسم.
وأظهرت النتائج بعد عزل البروتين الشحمي قليل الكثافة Ldl من عينات الدم التي تم جمعها من متطوعين أصحاء ووضعها مع أنواع مختلفة من عوامل الأكسدة ثم إضافة مستخلص عرق السوس، الذي تم تحضيره بعمل مستخلصات مائية منه حيث تم عصره تحت ضغط عال ودرجات حرارة عالية قم أخذ الجذور واستخلاصها مرة أخرى بالكحول للحصول على العناصر المهمة، إليها، أنه أخر أكسدة البروتين بشكل ملحوظ.
وأشار الباحثون إلى أن عرق السوس غني أيضاً بنوع من مضادات الأكسدة المعروفة باسم "بوليفينوليك فلافونيد" التي تساهم في حماية الشرايين والأوعية الدموية من التصلب وتحافظ على ليونتها ومرونتها. ومع ذلك فقد حذر الأطباء من الاستهلاك الطويل لعرق السوس لأن ذلك قد يؤدي إلى فقدان عنصر البوتاسيوم من الجسم واحتباس الصوديوم والماء فيه وبالتالي زيادة ضغط لدم الشرياني.
وكانت دراسة طبية سابقة قد بينت أن المواد المستخلصة من جذور عرق السوس تتمتع بنشاط واق للكبد وتمنع تطور إصابات التهاب الكبد الوبائي الفيروسي من نوع C التي تبقى في العضو بعد هجومها الأول مسببة التهابات وتقرحات وندوبا قد تتطور فيما بعد إلى تشمع في الكبد أو إلى نمو أورام خبيثة.
وبالرغم من انتشار هذا النوع من الإصابات في الولايات المتحدة إلا أنها أكثر شيوعاً في اليابان حيث يصاب 5-7% من الأشخاص الذين يعانون من تشمع كبد نتائج عن الفيروس بسرطان الكبد سنوياً. وأشار لادكتور بوديل إلى أن التهاب الكبد C يعالج عادة بأدوية "أنترفيرون" التي توقف الالتهاب في جوالي نصف المرضى فقط وقد تسبب أثار جانبية مزعجة كالتعب الشديد. أما في اليابان فقد تم استخلاص صيغة دوائية من مركبات عرق السوس تعرف بـ "نيو-مينوفيجين- C Cnmctm" التي تستخدم بالحقن في الوريد لعلاج مثل الالتهابات.
وأفاد الباحثون أن نبتة عرق السوس أو "جلايسيرايزا جلابرا" تحتوي على العديد من المركبات ومنها "جلايسيرازين" وهي المادة التي يعتقد أنها تتمتع بنشاط واق للكبد.
ولاختيار فعالية مستخلصات عرق السوس في علاج التهابات الكبد الفيروسية، قسم الباحثون اليابانيون في مستشفى طوكيو تونامون 193 مريضاً يعانون من ارتفاع مستويات أنزيمات الكبد بسبب إصابتهم بالالتهاب C ولم يتعالجوا بالإنترفيرون أو كورتيكوستيرويد أو أي مثبطات أخرى للجهاز المناعي إلى مجموعتين ضمت المجموعة الأولى 84 مريضاً تلقوا دواء Snmc الذي يحتوي على خلاصة عرق السوس بطريق الحقن 2-7 مرات أسبوعياً لمدة 10 سنوات في حين تلقت المجموعة الثانية دواء عادياً.
ولاحظ الباحثون أن أنزيمات الكبد كانت ضمن المعدل الطبيعي في 36% من المرضى الذين تعالجوا بعرق السوس مقابل 6% فقط في المجموعة الثانية كما كانت معدلات الإصابة بسرطان الكبد في المجموعة الأولى أقل خلال الـ 10 سنوات حيث انخفضت إلى 7% مقابل 12% في المجموعة الثانية.
وقد انخفضت معدلات الإصابة بالسرطان بشكل ملحوظ على أقل من نصف معدل الإصابات التي ظهرت في المجموعة الثانية بعد تناول مرضى المجموعة الأول دواء عرق السوس لمدة 15 عاماً