[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]لا اذهب عادة الي البحر ولكني حين دخلت مدينة بحرية وكنت قد جئت من الصحراء حاملاً علي رموشي وزوايا فمي ذرات الرمل
ورحت أطوف في شوارعها استوقفتني امرأة فرحة سألتني لماذا أبدو حزينا....£
ثم هتفت بي تعال ساخذك الي البحر نتفرج علي طائر غريب اسمه النورس
فذهبنا وقطعنا الي البحر ازقة عتيقة رطبة كانت تحتضننا ثم تلقي بنا اليشوارع مغمورة بالضوء وكنا نسرع الخطي دون ان نتكلم والمرأة تنظر الي وتقودني حتي جئنا الي البحر ..
فوقفنا مرة واحدة شاهدت البحر فازدت حزناً اما هذه المرة فاغمضت عيني وتركت الأمواج تتصاعد في داخلي حتي تغمر قلبي وهناك كدت انسي المراءة فرحت اغني بصوت خفيض.
الا انها صاحت ما بك انظر انها هناك) ونظرت فرايت طيوراًبيضاء تحوم مابين زرقة الماء وزرقة السماء فقلت ( ما احلي طيور النورس)
اقتربت المراءة وقالت اختر واحداً وراقبه سيكون ذلك امتع. فاخترت مابينها نورساً كان قدترك بينه وبين النوارس مسافة راح يحوم فيها
وصرت اراقبه بشغف وشعرت بالفة نحوه وكان يطير قريباً من سطح الماء ثم يدنو من موجة صغيرة وحين تلامس رجلاه الماء ينتفض مبتعداً
ويعلو فوق الأمواج ليعاود نحوها دون يلتقط طعاماً وكلما تطاولت الموجة اليه ارتدت خائفاً ......قلت يالهذا النورس المسكين
كان شوقه للماء عظيماً وحنين الارتماء في حضن الموجة ينمو تحت ريشه ولكن ماتكاد الموجة ترشه حتي يبتعد تاركاً البحر وفيماهو يداعب
الموجة تصاعدت الموجة نحوه فابتل جناحاه وقبل ان ينفض. جناحاهويبتعد كانت الموجة تطاولت اليه حتي غمرته واخذته في حضنها فراح يحاول ان ينتشل نفسه...............؟ وأخذ يضطرب وينتفض ويصفق بجناحيه والموجة تغمره وتتناثر من حوله بعد قليل استسلم واستكان في حضنها فصارت تهدهده نحو الشاطئ محلول الجناح
عندها تراجع المد الذي كان قد تصاعد في داخلي فتحولت الي. المراءة وصحت (لماذا فعلت بي ذلك. لماذا جئت بي الي هنا .
فقالت يالك من عاطفي وحدقت في عينيها فرأيت انني بالغ التأثر فقلت ياامراءة لماذا فعلت وهنا اقتربت حتي لامسني دفؤها ومسحت عن فمي ذرات الرمل وبغتة هتفت(انظر) فنظرت الي الشاطئ كان النورس ينفض جناحيه حتي استوي ثم فرد جناحيه علي سعتهما وطار مخترقاً الأفق كسهم دهشت فقلت النورس لايقدر ان. يطير هكذا ردت انه يفعل وها انت تري.
قلت ياامراءة فامسكت يدي وحين غاب النورس عالياً في الأفق استدرنا وابتعدنا متلاقصقين وعبرنا الي المدينة أزقة عبقة وكنت احس بدفء
المراءة يغمرني.
اعتدنا بعدها ان نأتي الي البحر لنراقب طيورس والأمواج وكنت اقطع معهابين المدينة والبحر ساحات مغمورة بأشعة الشمس واعبر معها الي البحر زقاقاً ضيقاً ورطباً تنفتح نهايته علي البحر فتأخذ الأمواج تتعالي بنا وتهدهنا ثم تطرحنا علي الشاطئ محلولي المفاصل
فنعود الي المدينة مترعين بالعياء والتشهي.
احياناً كنت أجي وحيداً
وحين تكون النوارس تلتقط. طعامها اغمض عيني وانصت الي صوت الأمواج
وحين استشعر طعم الملح عند زاوية فمي اتذكر. الصحراء فاغني وانا مغمض العينين وتمتد الاغنية بيني وبينها وكلما غنيت تباعدت بيننا المسافات..............