كانت فرحة الزوج لاتوصف وهو يسمع خبر حمل شريكة حياته
بعد معاناة سبع سنوات لم يتركا فيها باب الا وطرقاه
ولا علاج الا واخذاه وها هو رب العالمين يحقق مبتغاهم ومطلبهم
فالكون لايسعهم والسرور يسكن قلوبهم ومرت الايام ثقيلة
يكتنفها جمر الانتظار وما تحمله الاقدار وجاءت ساعة الحسم
وصرخت الام معلنه بدأ خروج ذاك الهبه من رحمها
ويسارع الزوج بها لتضع مولودها وهاهي الامور تسير كما
كانوا يتمنون وترزق الزوجه بابن جميل الوجه ضياء الملامح
يسميانه خالد رغبت منهم بخلود له يملء عليهم فيه الحياة
وتخرج الام من مشفاها حاملة بين ذراعيها حلم
بكت طويلا داعية المولى لتحقيقه وتمر الايام
والاسرة ترفل بثوب الرضى والقناعه وما ان بلغ
الطفل شهره الاول حتى اعتراه الم بسيط في معدته
فيصرخ متألم من الليل ويصحو الاب على بكاء فلذة كبده فيخرج ليبحث له عما يخفف عنه الالم
وما ظن انه بخروجه سيزداد ذلك الوجع طويلا
فقد حقة كلمة الله واخذت امانة الاب على يد
ثلة من الشباب العابث الذي جعل من السيارة اداة قتل وزهق للانفس وتنطفىء شمعة الحياة ويصحو خالد وحيدا لااب يلاطفه ويمازحه ويخفف عنه الاعباء
وتتزوج الام رجلا اخر علها تجد من يحفظ لها ابنها
من الضياع وما درت انها تزيد عليه الاحمال والاسقام
عاش خالد وحيدا الكل يعايره والزمن ينبذه ويصارعه
جعل من وسادته له وعاء ومن اوراق مذكراته ملجأ وملاذ يتهرب من الجميع ويعاديه حتى اقرباءه الوحيدين وترزق الام ابناء من زوجها الجديد
فيرى خالد من امه اعراضا ومن عمها جفاء
فقد مات من كان له الامان ومنبع الحنان
يتقدم العمر ولايزده ذالك الا هما وغما
فاخوته بين احضان ابيهم يعيشون وهو من البسمة مطرود وعلى لظ الاحزان مجبور
وعند استكماله سن العشرين يحس بألم متقطع
بين فترة واخرى في معدته لا يعلم له سببا ولم يجد له حلا ويخبر به والدته فتعطيه مبلغا من المال ليذهب لاقرب مستشفى عله يجد علاج لداءه
وهنا تكون المفاجأه فقد قضى السرطان على اغلب جسده ولم يعد امامه الا ايام قلائل ليحظى بلقاء والده
ويفارق هذا الدنيا التي لطالما لفظته منها وحاربته
ويموت خالد ليستريح ويريح
وتنهي قصة يتميم في زمن يكره اليتم وينبذ الايتام