يتنفس الإنسان حوالي 24مرة في كل دقيقة ويزداد معدل التنفس في مراحل الطفولة، أما عند ميلاد الطفل فإن عدد مرات التنفس يصل إلى 44مرة في الدقيقة الواحدة.. ويزداد معدل التنفس عند الإصابة ببعض الأمراض مثل الأنيميا أو تلك الأمراض التي يصاحبها ارتفاع درجة الحرارة أو الحمى وهذا الازدياد يحتاجه الجسم لكي يزيد من مقاومته وقوة تحمله حيث أن جسم الإنسان في حاجة ماسة دائماً إلى الأوكسجين الذي تمده به عملية التنفس، ويبلغ هذا الجوع مدة داخل خلايا المخ التي تموت إذا انقطع عنها الأوكسجين وسكر الجلوكوز لمدة تزيد قليلاً على 5دقائق، فخلايا أجسامنا في حالة نشاط مستمر ويحتاج هذا النشاط إلى طاقة وهو ما يتوفر عن طريق احتراق السكريات بالأوكسجين الموجود في الهواء. إن عملية التنفس لا تقتصر على الكربون الناتج من احتراق السكريات داخل الجسم والتخلص من بعض بخار الماء وما يستتبع ذلك عادة من انخفاض لدرجة حرارة الجسم، وتعمل خلايا الدم الحمراء بمثابة الحمال فهي تحمل الأوكسجين ماضية به إلى الخلايا ثم تحمل في رحلتها العكسية ثاني أكسيد الكربون لكي يقذف به إلى خارج الجسم. وجهاز التنفس في الإنسان كالقلب وغيره من أعضاء الجسم الحيوية يعمل طوال 24ساعة بلا كلل أو تعب، ولكنه يقلل من معدله خلال النوم.
قبل الحديث عن أمراض الجهاز التنفسي يجدر بنا الحديث عن تركيب الجهاز التنفسي..
يبدأ جهاز التنفس بالأنف، والأنف طريق طبيعي موصل للهواء ويعمل كمصفاة بما يحتويه من شعر ومخاط لتنقية الهواء مما علق به من أتربة وجراثيم وخلاف ذلك، هذا بالإضافة إلى تجاويف الأنف التي تقوم بعملية تدفئة الهواء نتيجة مروره فيها، وتنتشر أعصاب الشم في أعلى الأنف لتنقل الاحساس بالروائح إلى المخ مباشرة للتعرف عليها وتميزها. يلي الأنف عضو آخر يسمى البلعوم وهو تجويف خلف الفم ويحتوي علي سبع فتحات تصله بالأذنين والأنف والفم والحنجرة والمريء. يأتي بعد البلعوم الحنجرة وتعتبر الحنجرة عضو الصوت حيث يتمدد داخلها الحبلان الصوتيان وهما يحدثان الصوت عند تذبذبهما بالهواء، وعند قاعدة اللسان نجد صفيحة غضروفية مرنة تسمى لسان المزمار وهي تعمل على غلق القصبة الهوائية عند الأكل فتمنع دخول الطعام إلي الرئتين بعد ذلك نجد القصبة الهوائية وهي عبارة عن أنبوب غضروفي مرن يمر وسط الصدر تتفرع إلي فرعين يذهب كل منهما إلى أحد الرئتين في مقدمة الصدر تقريباً وطول هذا الأنبوب 11سنتيمتراً وتتكون من حلقات غضروفية متصلة ببعضها وبعد تفرعهما يبدأ كل فرع منهما في التفرع كالشجرة فتتفرع الفروع إلى فروع أصغر منها تنتهي بالحويصلات الهوائية التي لا يزيد قطر الواحدة منها على 1على 16سنتيمتراً، وتعمل الحلقات الغضروفية المكونة للقصبة الهوائية والتي تشبه حروف (C) باللغة الانجليزية على جعل القصبة الهوائية مفتوحة على الدوام ليدخل الهواء منها ويخرج بسهولة وينتهي الجهاز التنفسي بالرئتين الموضوعتين في التجويف الصدري وبينهما القلب، وهما لا يتصلان بالهواء الخارجي إلا عن طريق القناة التنفسية المشروحة آنفاً.. وتغلف كل رئة بغشاء مصلي رقيق مزدوج الجدار يسمى البلورا ويفرز هذا الغشاء بين جداريه سائلاً رطباً يسهل انزلاق بعضهما على بعض أثناء حركة التنفس.. ويمكن تشبيه الرئة وما يتفرغ منها من فروع القصبة الهوائية بعنقود من العنب حباته وفروعه خاوية، ففروع العنقود تمثل فروع الأنابيب المتصلة بالقصبة الهوائية وحب العنب يمثل الحويصلات الهوائية، وهذه الحويصلات مغطاة بطبقة مخاطية تنتشر تحتها أوعية شعرية دموية تعمل على تبادل الغازات أي الأوكسجين وثاني أكسيد الكربون.
ويدخل الشخص إلى رئتيه في كل تنفس أو في كل شهيق ما يقرب من 500سم 3من الهواء ويختلف هذا المقدار باختلاف التنفس فيزداد كثيراً في التنفس السريع ويقل في التنفس البطئ. وكما ذكرنا مسبقا فإن المخ يحتاج إلى كمية أكبر من سواه من الأعضاء للأوكسجين، لذلك إذا شعرت خلاياه بالتعب والارهاق الذهني فإننا نأخذ في التثاؤب من أجل زيادة كمية الأوكسجين التي تصل إلي الرئتين ومن ثم إلى المخ.
وتنفس الهواء الفاسد المليء بالملوثات شديد الضرر على حالة الجسم الصحية والعقلية، وفي الوقت الذي تحذرنا فيه الاحصائيات من تزايد التلوث داخل المدن وزيادة هذا التلوث بصفة خاصة في الهواء الجوي نتيجة لعادم السيارات ونفايات المصانع التي باتت تزدحم بها المدن، فإن تنفس الشخص لهواء فاسد غير نقي لفترة قصيرة يؤدي إلى جملة أعراض منها الضعف الجسمي والعقلي والميل إلي النوم والصداع والاغماء والقيء. أما إذا استمر استنشاق هذا الهواء لفترة طويلة فإن النتيجة نراها في فقد التوازن الجسمي وفقدان الشهية للطعام مع اضطراب الهضم وتغير نضارة الوجه وسهولة التعرض للأمراض المختلفة.
أمراض الجهاز التنفسي
-1 الكحة أو السعال:
الكحة هي عرض لعدد من الأمراض تصيب الجهاز التنفسي ومن أهم هذه الأمراض الالتهاب الشعبي والنزلة الشعبية والسعال الديكي الذي يصيب الأطفال، كما يكون السعال أو الكحة أحد أعراض مرض الربو والالتهاب الرئوي وغير ذلك من الأمراض، وتختلف الكحة لوناً وكمية باختلاف المرض، فهناك السعال الأبيض المخاطي وهناك السعال الأخضر أو الأصفر أي الذي يصاحب أمراض الالتهاب الجرثومي، كما أن هناك السعال الدموي وهو غالباً ما يكون مصاحباً للاصابة بالسل. وقد يكون السعال ذا رائحة كريهة وغزيراً في كمية البلغم وهو عادة ما يصاحب حالات الاصابة بالخراجات الرئوية. أما السعال الديكي والذي يصيب عادة الأطفال بكثرة فهو يتميز عن غيره من أنواع السعال الأخرى بتكرار نوبات السعال الزفيرية المتعاقبة التي تنتهي في أغلب الأحيان بشهيق شديد يحدث صوتاً عالياً مثل صياح الديك، والمرض ينتشر بين الأطفال حتى سن السابعة خلال الشتاء والربيع، كما أن البنات يتعرضن للاصابة بهذا المرض بنسبة تفوق مثيلها من الذكور.